آخر المقالات

فيديو

ويكيبيــديا

مواقيت الصلاة

اسعد غيره فاسعده الله


أسعد غيره فأسعده الله





هذه القصة واقعية حدثت السنة ما قبل الماضية

في حي يسكنه مجموعة من الناس ذوي الدخل المحدود أي أنهم متوسطوا الحال من الناحية المادية ولكنهم برغم ضيق الحال فأنهم كانوا يحبون بعضهم ويساعدون بعضهم في السراء والضراء

في هذا الحي يسكن رجل فقير جدا وعنده أولاد كثر، أتفق أهل الحي أن يجمعوا معا مبلغ لجارهم الفقير حتى يشترى خروف العيد لأولاده ، وعندما تم جمع المبلغ المطلوب الذي يمكنه من شراء الأضحية ذهب أحدهم وطرق الباب ثم وضع المبلغ أمام الباب وتوارى عين العين لأنهم يعرفون مدى عزة هذا الرجل بنفسه ولو أنهم أعطوه المبلغ مباشرة فلن يقبله.

فتح الرجل الباب ونظر يمينا ثم شمالا فلم يجد أحد وعندما أراد أن يغلق الباب نظر تحت فوجد الظرف الذي به النقود وعندما فتحه وجد ورقة مكتوب بها هدية العيد من فاعل خير دخل الرجل وهو مابين سعيد وتعيس سعيد لأنه سوف يسعد أولاده الذين يسألونه كل يوم متى تشتري لنا خروف العيد يا أبي فكانت أجابته دائما عندما يحن الله أي عندما يعطينا الله من فضله ونعمه، ولكنه كان حزين لأنه عزيز النفس فكان يتمنى أن يشتري الخروف من كده ولكنه فقد عمله بعد أن أصابته إعاقة مستديمة لم يعد يستطيع معها العمل ومعاشه الضماني ضئيل جدا لا يكاد يكفي حاجتهم الضرورية وخاصة وهو يعول أسرة مكونة من تسع أطفال بالإضافة لوالده العجوز، ذهب الرجل الذي وضع المبلغ بعد أن أطمأن أنه وصل .....أما الأب المسكين فقد دخل البيت وقال لأولاده سوف أذهب لأشتري لكم خروف العيد.هلل الأولاد جميعهم بفرح
ذهب إلى السوق وأشترى الخروف ولم يبقى معه سوى مبلغ بسيط تركه ليشري به الخضار وبعض اللوازم الضرورية للعيد ...
وفي أثناء عودته عندما نزل من الباص على الطريق الرئيسية وأخذ يجر الخروف حتى يوصله للبيت وإذ بالحبل يقع من يده والخروف يجري فيدخل أحد البيوت ورأى مجموعة من الأطفال يخرجون مهللين فرحين بالخروف وسمع صوت امرأة من وراء الباب تقول أسعدك الله يا من أسعدت هؤلاء الأطفال في العيد لك وجزاك الله ألف خير، عاد الرجل أدراجه وهو مابين سعيد وحزين أتعرفون لماذ ا ؟ سعيد أنه كان السبب في سعادة هؤلاء الأطفال وحزين لأنه يخجل أن يعو د للبيت بدون الخروف وهو يتذكر فرحة أولاده عندما قال لهم أنه سيذهب لشراء خروف العيد كيف سيعود الآن ماذا سيقول لهم وغدا العيد " يا رب اللهم فرج علي وعلى كل مسلم محتاج يا رب أشكرك أنك جعلتني سبب لإسعاد هؤلاء الأيتام ..يا رب أغفر لنا وارحمنا " كان الرجل يسير بدون هدف وهو يردد الدعاء سمع أذان المغرب فعرج على المسجد صلى المغرب ودعا الله ثم تناول بضع تمرات وكوب ماء وخرج وبرغم أنه كان يوجد أنواع متعددة من الطعام فمن عادتنا الطيبة إن في مثل هذه المناسبات يصوم الناس بمناسبة يوم عرفة لذا يتطوع سكان المنطقة بإحضار أنواع من الأطعمة للمسجد .. خرج الأب من المسجد ودون أن يشعر وجد نفسه في سوق الخرفان مرة أخرى ووجد نفسه أمام سيارة كبيرة وصلت للسوق في التو لمس أحد الخراف وسأل صاحبه بكم هذا الخروف يا بني ...فأجابه أنه بدون نقود يا عم تفضل خذه.. فظن الأب المسكين إن الشاب يمزح معه .. ولكن الشاب أردف قائلا؛ لا تستغرب يا عم فأنا قد وعدت والدي رحمه الله أن أتصدق كل سنة بأول خروف أسئل عن سعره بعد صلاة المغرب ليلة العيد .... وهكذا عاد الرجل لأولاده وهو سعيد بنعمة الله عليه فلقد أسعد غيره برغم حاجته فأسعده الله وصدق الله تعالى في كتابه الكريم حين قال:

{يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً* وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَآءً وَلاَ شُكُوراً * إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً* فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَومِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً* وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُواْ جَنَّةً وَحَرِيراً}
__________________
صدق الله العظيم

إرسال تعليق

 
2009-2017 © جميع الحقوق محفوظة مدونة ادريس بنعمر
Powered by - DB Development Driss Benomar