عندما يتكلم السفهاء في الدين، يحللون الحرام ويحرمون الحلال
فالزاني يريد أن يحل الزنى بحجة أنه علاقة جنسية عابرة، والمسكر يريد أن يحل الخمر بحجة أنه شراب لا شيء أكثر ولا أقل، والقاتل يريد أن يبرئ ذمته من القتل بحكم أنه يدافع عن الشرعية وما الشرعية إلا لله وحده، والكافر يريد أن يغير دينه بحجة أنه من أساسيات العولمة أن يصبح الدين كموضة تتغير مع مرور الوقت، والإسلام يقول لكم تبوؤوا مقعدكم من النار إن لم تتوبوا فيا نفس ويحك.
فما بال السفهاء يفتون في الدين وكأنهم للعلم وبه عارفين، فقد جاء على لسان خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم، أنه سيأتِي على الناسِ سنواتٌ خدّاعاتٌ ، يُصدَّقُ فيها الكاذِبُ ، ويُكذَّبُ فيها الصادِقُ ، ويُؤتَمَنُ فيها الخائِنُ ، ويخونُ الأمينُ ، وينطِقُ فيها الرُّويْبِضَةُ . قِيلَ : وما الرُّويْبِضةُ ؟ قال : الرجُلُ التّافِهُ يتَكلَّمُ في أمرِ العامةِ
وكذلك جاء في كتاب الله العزيز، قوله تعالى : " وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمْ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ " .
و قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " من تَقَوَّل علَيَّ ما لم أقُلْ، فَلْيَتَبَوَّأْ مقعدَه مِنَ النَّارِ، ومَنِ استشارهُ أخوهُ المسلِمُ، فأشارَ عليه بغيرِ رُشْدٍ، فقد خانَهُ، ومَنْ أُفْتيَ بِفُتْيا غيرَ ثَبَتٍ، فإنَّما إثْمُهُ عَلَى مَنْ أفتاهُ ".
وأخيراً ليس كل زان أو مشرك وكافر يتكلم في الدين عالما وكذلك ليس كل خطيب أو واعظ عالما، وليس كل من عليه علامات الصلاح والتقوى من أهل العلم .
يجب علينا أن نأخــــــذ ديننا من العلماء وأهل العلم ولا نخوض في شــــرع الله بغير علم ولا بصيرة .
قال ابن سرين رحمه الله : إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذوا دينكم .
اللهم اجعل جميع أعمالنا ظاهرها و باطنها خالصة لوجهك الكريم موافقة لسنة نبيك صلى الله عليه وسلم .
و السلام عليكم و رحمة الله بركاته
إرسال تعليق