ما
يزيد عن سنة على ولاية حكومة غالبيتها ذات مرجعية أصولية إسلامية و لم ألاحظ أي إجراء أو تدبير، لكي لا أقول إصلاح،
تتجلى فيه إديولوجية الحزب المهيمن، بل على العكس من ذلك فمن خلال خطابات رئيسها
التافهة لأنها كما يقول البعض شعبية، لا نلمس إلا إعلان انخراطه في أوراش و مفاهيم
كونية كالديمقراطية و حقوق الإنسان بالرغم من تعارضها مع تعاليم الإسلام. كل ما
لمسته هو استمرار بشكل أسرع لسياسات الحكومات السابقة و المتجلية على الخصوص في
توسيع الهوة بين الطبقة الغنية و الطبقة الفقيرة عبر مسح شرذمة الطبقة المتوسطة.
فالطبقة الفقيرة هي تلك الفئة من المجتمع التي أشبهها بالأغنام، لكونها يسهل اقتيادها
و التأثير عليها، فيكفي مثلا أن نبث إعلانا في التلفزة و نعززه بحضور فنانين أو
رياضيين و ندعوهم لتنظيم مظاهرة من اجل كدا أو كدا حتى نراهم يخرجون بالآلاف،
لكنهم لا يخرجون من تلقاء أنفسهم للتعبير عن سخطهم أو استيائهم، إنهم كالأغنام لان
عليهم من سيعول المعولون في زرع الرعب و الفوضى و ما يصطلح عليه بالفتنة إذا لم
نرضى بسياسة حاكمينا . إنهم كالأغنام لأنهم يشكلون الثروة الحقيقية للوطن عبر ما ينتجونه من ألبان و صوف و لحوم يستفيد منها
أبناء الطبقة الغنية. أما الطبقة المتوسطة التي تعمل الحكومة الحالية جادة من اجل
محوها فهي من كان دائما يشكل الخطر على الطبقة الغنية، لكونها تطمح إلى الرقي
الاجتماعي و لكونها طبقة تفكر إلى حد ما و تنتقد، لذلك يصعب اقتيادها أو التأثير
عليها بسهولة ، لكن خطرها الأكبر يكمن في قربها من الطبقة الفقيرة و بالتالي
إمكانية تأطيرها و توعيتها. إن ما يشكل 90% من ثروات هذا الوطن يستفيد منه 10% من
السكان ومع ذلك فان الحكومة تبحث عن حلول لمشاكل الدولة المالية من داخل 10% من
الثروات التي تخص 90% من الساكنة. إن مثلي من يظن انه سيستطيع يوما أن يحقق حلمه
المغربي و يصبح غنيا في هذا البلد، لأنه يعيش في الوهم، سيضل يجري و يجري دون أن يحس
انه يجري فوق مشاية كهربائية تلزمه مكانه و لا تمكنه إلا من ضمان استمرار وضعيته
الحالية.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة
(
Atom
)
إرسال تعليق