الفيلم المسيء .. بين حقد الكافرين وخذلان المسلمين
سمعنا جميعا عن إنتاج الكفار للفيلم الذي أرادوا به الإساءة للإسلام ورسوله عليه الصلاة والسلام.
يأتي هذا الفيلم ليكون أخر الانتهاكات وخاتمة الاستهزاءات حتى الآن ولن يكون بالطبع نهايتها.
هذه الاستهزاءات وتلك الإساءات التي كثرت في الآونة الأخيرة لتدلل على حالة
من الهستيريا الغربية "المسيحية خصوصا" ضد الإسلام ونبيه.. وهذا التتابع
وتلك الكثرة الملحوظة تجعلنا نتساءل ونمعن النظر في أسباب هذه التي أصبحت
ظاهرة، وكيف يمكن معالجة مثل هذه التعديات ووقف تلك الممارسات ..
لماذا الإسلام بالذات:
وفي البداية نتساءل لماذا يهاجمون الإسلام بالذات؟!!
إن الذي يتابع هذه الإساءات يجد أنها تكاد تتركز حول الإسلام ورموزه "إلهاً
وكتاباً ورسولاً وشريعةً وأتباعاً"، ولا يكاد يرى مثل هذا التهجم
والاستقواء والاستهزاء على ديانة أخرى أرضية الأصل أو سماويته، فلم يتعرض
للبوذية ولا الهندوسية ولا الكونفوتشية، ولا غيرها..
ربما يكون ذلك لأن لكل منها دولا وأتباعا يدافعون عنها بقوة وبأس شديدين؛
كما قامت الدنيا عند محاولة طمس تماثيل باميان في أفغانستان منذ سنوات.
وربما أيضا لشدة الكراهية والبغض الشديد على الإسلام، فهم يخشونه أكثر من
غيره، خصوصا وهو الذي أظهر عوارهم، وفضح تزييفهم، ونقض دعاواهم المختلفة
والمختلقة نحو الإله وشرعته.
فالبغض أول عامل وأكبره، وهاجس الخوف دافع عظيم أيضا، مع الجهل الشديد عند
كثير من الغربيين نتيجة للصورة المشوهة التي وصلتهم عن هذا الدين ونبيه
الكريم.
استهانة المسلمين بدينهم:
إنني أتساءل هل استهزأ المسلمون بدينهم وأساءوا إلى ربهم ونبيهم قبل أن يسبه الغربيون ويسيئوا إليه؟
والجواب للأسف نعم لقد حدث هذا!!
ففي بلادنا وفي إعلامنا فتحت أبواب القنوات وصفحات المجلات أمام أناس طلعوا
علينا جهرا لا سرا، وعلنا لا خفاء، يطعنون في شرع الله، ويستهزئون بأتباعه
وتشريعاته وأحكامه، كالميراث، والتعدد، ويهاجمون الدعوات لتحكيم شرع
الشريعة وزادت الوتيرة فأصبحوا يستهزئون بأصحاب اللحى في الأفلام
وكاريكاتيرات الصحف دون ردع أو مساءلة:
هل يعقل في بلاد الإسلام أن ينشر كاريكاتير فيه "ديك وتسع دجاجات" ثم يكتب
تحته تعليق يقول:"محمد جمعة وزوجاته التسعة"!!! ومعلوم من المراد... ومع
ذلك يمر هذا دون أي تعليق..
حينما رسم بعضهم ميكي ماوس في صورة رجل ملتح، وكذلك ميمي في صورة منقبة
استهزاءً بالإسلام في بلد كله مسلمون تقريبا ولم يتخذ ضده أي إجراء رسمي!!
هل يعقل هذا؟.
ممثل جزائري على الهواء يستهزئ ويستخف بأركان الإسلام ويطلق النكات عليها.. ولا حياة لمن تنادي.
أفلام كثيرة ومسلسلات و تعليقات لممثلين وممثلات تحت مسمى حرية التعبير كلها تحمل إساءات بالجملة وإسفافا شديدا.. ولا مواقف!!.
كل هذا وغيره كثير مما لا يأتي عليه الحصر يحدث في بلادنا فلماذا ننعى على
الكافرين المعلنين بالكفر، ولا نثور على من هم من بني جلدتنا، ويتكلمون
بلغتنا، يعيشون بين أظهرنا، ويدعون أنهم مسلمون.
إن من ينتصر لله ينصره الله، ومن يخذل الله فهو المخذول، ومن عظم الله في
قلبه عظمه الله في قلوب الخلائق، ومن خاف الله أخاف الله منه كل شيء، ومن
تجرأ على الله وتمرد عليه أذاقه الذل ولو من أحقر أهل الأرض.
موقف سياسي مخز:
في الغرب لا يعرفون إلا لغة المصالح، ولا يعملون حسابا إلا
للأقوياء، وفي كل مرة تحدث استهانة بالإسلام أو إهانة لأي من شعائره أو
شرائعه تثور الشعوب وتتظاهر ويتحرك الشارع، ولكن الحكومات نائمة، والموقف
السياسي مغرق في الخزي، وكثير من الدول تقابل الإساءات ببرود عجيب وسكوت
مريب، بينما تواجه جموع المتظاهرين المحتجين الثائرين لدينهم بالعنف، مما
يحمل هذه الجموع الغاضبة أحيانا على مقابلة ذلك بعنف مثله.. ويحدث إصابات
وربما قتل؛ وتبدو الصورة وكأنها همجية جديدة يستفيد منها الغرب فوائد جديدة
ويكسب أرضا ضد الإسلام وأهله.
إنني أظن أن فعل الجماهير عفوي يحملهم عليه حب دينهم ومقدساته، ومن حقهم أن
يثوروا وأن يصرخوا وأن يبكون بدلا من الدموع دما، وهل هناك أعظم من رسول
الله لنتعصب له ونثور من أجله؟! وإن كنا لا نرضى ببعض الأفعال المسيئة
والتصرفات غير المسؤولة، إلا أن هذا لا يمكن ضبطه، والغضب تزداد جذوته مع
كثرة التكرار واستمراء الاستهزاء بما يورث إحساسا بالمهانة يدفعها لانتقام
غير محسوب العواقب، وتزداد ضراوة الغضب وحدته حينما يشعر الناس أن أشخاص
سياسييها في عيون الحكومات أعلى وأعظم من مقام الإسلام ورسول الإسلام.
لن يتوقف الغرب.. إلا:
إنني أزعم أن الغرب لن يتوقف عن تعديه وتطاوله ولن يعيرنا اهتماما حتى
نحترم نحن أنفسنا كأمة يجب أن يكون لها مكانها ومقامها وقوتها التي تُخشى
وتُهاب.
وحتى نحترم نحن ديننا ورسولنا ومقدساتنا فنصونها من تهجم العابثين في بلادنا أولا.
وحتى تعود إلى حكوماتنا وأولياء أمورنا نخوة الدين فينتفضوا حماية له
ودفاعا عنه وعن مقدساته، بحسب ما أوتينا من قوة وحسب ما يقتضيه الممكن في
الزمان والمكان.
وحتى تمتلئ قلوبنا بمحبة رسولنا عليه صلوات الله وتسليماته، ولن يتم ذلك
ولن نرى عزة ولن نذوق للدين طعما ولن نجد للإيمان أثرا حتى يكون هو أحب
إلينا من أنفسنا وأموالنا وأولادنا ونفديه بآبائنا وأمهاتنا.
إنها صرختي وصرخة كل مسلم غيور..
أوقفوا الإساءة للإسلام في بلادنا، وانصروا الله ورسوله في ربوعنا، وعظموا الله والإسلام بين أظهرنا يكفينا الله شر أعدائنا، {يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم}(سورة محمد).
إرسال تعليق