يتجاوز عدد المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسب (الإيدز) في المغرب عشرين ألف حالة، حسب الإحصاء الأخير الذي أعلنت عنه نادية بزاد رئيسة المنظمة الأفريقية لمكافحة الإيدز بالمغرب في مؤتمر صحفي عقدته في الدار البيضاء الاثنين الماضي.
وهذا الرقم يمثل عدد الحالات المعلن عنها فقط، في حين أن عدد الأشخاص الحاملين للفيروس غير معروف لحد الآن، بالإضافة إلى أن مراكز التشخيص والعلاج لا تغطي جميع جهات ومناطق المغرب.
من جانبها أعلنت وزارة الصحة تسجيل 137 حالة جديدة منذ مطلع عام 2007 حتى نهاية يونيو الماضي. في المقابل لم يتجاوز عدد المصابين السنة الماضية كلها 291 حالة. وبالنسبة لنسب المصابين حسب الجنس، يصل عدد المصابين الذكور إلى 61%، والنساء 39%.
أما التوزيع الجغرافي فقد شكل فيه المجال الحضري نسبة 83%، في حين لم تتجاوز النسبة 12% في المجال القروي. وبالنسبة لتوزيع النسب حسب جهات المغرب، تحتل جهة سوس ماسة درعة (جنوبي المغرب) المكانة الأولى بنسبة 21%، تليها جهة الدار البيضاء (وسط المغرب) بنسبة 15%, ثم جهة مراكش تانسيفت الحوز (وسط الجنوب) بنسبة 15%, وأخيرا جهة الرباط سلا زعير بنسبة 9%.
وأوضحت الدكتورة نادية بزاد أن الأشخاص المعرضين لعدوى الأمراض المنقولة جنسيا المقدر عددهم بستمئة ألف حالة جديدة سنويا، هم الأكثر عرضة للإصابة بالإيدز، لأن فيروسات الأمراض الجنسية تضاعف سهولة انتقال فيروس الإيدز بنسبة الضعف إلى خمسة أضعاف.
الأطفال أيضا وعلى صعيد الأطفال الصغار الحاملين للفيروس، كشفت الدكتورة سمية بنشقرون طبيبة بمستشفى ابن سينا للأطفال بالرباط ورئيسة جمعية "شمس" لمساندة الأطفال المصابين بالإيدز، أن عدد الإصابات بين القاصرين الموجودة تحت رعايتها ومراقبتها وصل هذه السنة إلى 150 حالة.
وأضافت بنشقرون للجزيرة نت أن أكبر مشكل تواجه المرضى الصغار والأطباء المعالجين هي الأمية الصحية لدى أهالي الأطفال، والمخاوف الخيالية التي تستحوذ عليهم.
وذكرت أن عددا من الأطفال المصابين لا يجدون الرعاية الضرورية بعد مغادرة المستشفى، بسبب اليتم أو الفقر أو التفكك الأسري أو الجهل.
وقال محمد العمراوي الأمين المالي لجمعية "شمس" للجزيرة نت إن جمعيته تطوعية، وتسعى للتوعية بحالات الأطفال المصابين بالإيدز، غير أنها تفتقر للدعم المالي والمعنوي، بخلاف جمعيات أخرى تركز على الكبار دون الصغار.
علاج مندمج من جانبه، أكد النائب البرلماني الطبيب عبد الله بووانو أن السياحة الجنسية هي السبب الأول في انتشار فيروس الإيدز. وقال للجزيرة نت إن انفتاح المغرب على مصراعيه وتساهله مع السياح الباحثين عن المتعة الجنسية ببعض المدن الكبرى يفسر ارتفاع الإصابات في الجهات المشار إليها في التقرير.
وإلى جانب السياحة غير الأخلاقية تحدث بووانو عن الفقر والأمية، خاصة الأمية الصحية، وتفكك الأسرة وانهيار المنظومة التربوية بصفتها عناصر مفسرة لارتفاع حالات الإيدز في المغرب.
وأمام هذا الوضع طالب البرلماني بتشديد الرقابة على السياح الحاملين للفيروس، والتعاون مع بلدانهم الأصلية، كما نادى باعتماد مقاربة شمولية لمكافحة انتشار الإيدز تجمع بين إجراءات تربوية وصحية وثقافية واقتصادية وسياسية.
وكانت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية قد شرعت في تنفيذ برنامج تكويني لفائدة الأئمة والخطباء والوعاظ والمرشدين عن الإيدز، لإشراك المساجد في حملة الوقاية والتحذير من أخطار المرض وسبل مكافحته. |
إرسال تعليق