آخر المقالات

فيديو

ويكيبيــديا

مواقيت الصلاة

الإدمان عند المراهقين (المخدرات أو الخمر)


الإدمان عند المراهقين (المخدرات أو الخمر)


تمهيد عن طرح الموضوع
أولا :ـ
عند طرح أي مشكلة أمام الرأي العام وخاصة اذا كانت حساسة وذات أكثر من وجه وتثير أكثر من قضية مثل مشكلة الإدمان عند فئة المراهقين فان حساسيته تجعل المرء مترددا في الطرح: ماذا يطرح؟ كيف ؟ ومتى؟ والسبب في ذلك انه من الحكمة دائما عدم التهويل في طرح المشكلات، لأن تفخيم المشكلات له دور سلبي أحيانا؛ فقد يؤدي إلى الشعور بالإحباط لدى القارئ اذا نظر إلى المشكلة المطروحة بشكل تعميمي، وهذا ما لا نريده. فعلى الرغم من إننا نرى مراهقين واقعين في الإدمان، إلا إننا لا نعتقد إنهم يشكلون غالبية الشباب في مجتمعنا. لذلك نتمنى ألا يظن الناس أن المراهقين معظمهم مدمنون، ورغم إننا لا نملك إحصائيات دقيقه عن حجم المشكلة بين الشباب في مجتمعنا إلا إننا يجب أن نسعى إلى معرفتها ودراستها للكشف عن أبعادها وأخطارها ومعالجتها بالشكل السليم. والأمر الآخر أننا نرى في كثير من الأحيان ان حرص الصحافة على الإثارة ولفت أنظار القارئ وخاصة العناوين العريضة قد يبعدها عن الدقة في الطرح مما يجعل أهل العلوم المختلفة يشكون في ان الرسالة التثقيفية التي يودون إيصالها للقراء عن مشاركتهم في التحقيقات الصحفية قد لا تصل بالشكل الذي يتوقعونه بل قد تصل مشوهه وهذا يزيد من ترددهم في المشاركة في الرسائل العامة للإعلام.
ثانيا :ـ
يرى البعض انه بطرح المشكلات الحرجة والحساسة عن مجتمعنا مثل مشكلة إدمان المراهقين وبشكل مبالغ فيه أو بصحافة الإثارة قد يشجع بعض النفوس المريضة التي قد لا تجرؤ على الوقوع في المخدرات لخوفها الاجتماعي؛ وهذه وجهه نظر تستحق أن نوليها اهتمامنا عند طرح مشكلة ادمان المراهقين.
ثالثا :ـ
هناك سؤال يرد عن طرح مشكلة الإدمان، وهو هل طرح تفصيلات المشكلة سوف يعلم المراهقين الوسائل أو الطرق التي يمكن أن يقعوا فيها ، وبالتالي فيكون هذا سلبية في الطرح وليست ايجابية. مثال ذلك : ـ لوطرحنا قصة أحد المراهقين وكيف وقع في الإدمان وتفصيلات حصوله على المخدر وآثار المخدر الأولية ( والتي تكون فيها لذة تغرى من لم يجربه حتى الآن) فهل يكون فيها رسالة تشجيعية غير مباشرة لفئة من المرهقين لم تكن تعلم عن هذه المواد فيتعلم من وسيلة الاعلام هذه ما يشجعه على التجربة؟ لذلك نحتاج إلى أن نكون حذرين بحيث نطرح المشكلة بدون مبالغة وبدون إثارة وبدون ذكر تفاصيل لا تفيد في رسالتنا التحذيرية التشجيعية التوعوية.
أسباب تعاطي المراهقين للمخدرات
أولا : ان المراهق يمر في فترة عمرية حرجة تتميز بصفات منها:ـ
  • الفضول وحب الاستكشاف وهذا ما يجعل المراهق يدخل نفسه في تجارب متنوعة في حياته، فقد يقود السيارة بسرعة كبيرة للتجربة، وقد ينغمس في نشاطات فيها مخاطرة ليشبع حب المغامرة في نفسه مثل تعاطي المخدرات اذا كانت عن طريق صديق أو زميل دراسته او عمل او تدريب او احد إفراد العائلة.
      
  • حب الانتماء للمجموعة المقاربة له عمريا ـ مثل زملائه أو شلته في الحارة أو في المدرسة فالمراهق يرغب في الانتماء لمجموعة تتقاربه يشعر فيها بالراحة والدعم النفسي والقوة المعنوية والحماية، وقد تكون مبادئ هذه المجموعة وسلوكياتها ذات اثر على قناعاته أكثر من مبادئ أسرته الخاصة؛ فلو كان أفراد مجموعته أو شلته يتعاطون المخدرات فهذا داقع قوي له للتعاطي، بل ويخشى ان رفض أن ترفضه المجموعة فيبقى بدون أصحاب.
     
  • حب اثباب الذات أو القناعة بأن الرجولة تقتضى أن يفعل ما يفعله اقرانه، فالشاب مثلا اذا رفض تناول سيجارة من زميلة فقد يقول له زميلة أنت لست برجل ... أنت خائف .. أنت طفل ... اشرب السيجارة لتثبت انك رجل.
     
  • قلة الخبرة بطبائع الناس والخطط الخبيثة التي يفعلها أهل الشر للإيقاع بالمراهق . حدثني احد الشباب انه في بداية تعاطيه تعرف إليه شخص وصادقه ثم صار يحضر له المخدر ثم طلب منه أن يستأجر له سيارة باسمه ، واستأجر صاحبنا السيارة باسمه وأعطاها لهذا الصديق واختفى بها ذلك الصديق ثم لم يعد بها إلى شركة التأجير وعندما أبلغت الشركة الشرطة صدر الأمر بالقبض على صاحبنا لأنه هو الذي استأجر السيارة باسمه واختفى صديق السوء بدون أثر. فقلة الخبرة لدى المراهق تدفع به إلى الوقوع في المخدرات على يد الخبثاء الذين لديهم طرق كثيرة للإيقاع بالناس في حبائلهم.
ثانيا: ضعف العلاقات الاجتماعية والعاطفية بين أفراد الأسرة فقد لاحظنا ان كثيرا من الأسر التي يقع أبناؤها المراهقون في تعاطي المخدرات ضعيفة الارتباط الأسري، فالأب غالبا مهمل لأولاده لا يعرف أين يذهبون ومع من يمشون بل ونستغرب جدا ان آباء جاءوا بأبنائهم للعلاج من الإدمان وعند الاستفسار يجيب الأب ان ابني يترك البيت كثيرا خلال الشهور الماضية وأحيانا يغيب بالأيام لا ندرى أين هو ، ولا نجد ان الأب لديه الوعي والحس الكافي ليدرك الأمور من أولها بل لا ينتبه إلا عندما تستدعيه الشرطة أو يصاب ابنه بالجنون تحت تأثير المخدر.
ثالثا: ضعف التربية الدينية عند المراهقين وسطحية اهتمامات الكثير منهم بالأهداف الدنيوية العاجلة التي همها إشباع الغرائز الأولية التي يشترك فيها الإنسان مع الحيوانات مثل الأكل والشرب والجنس. ان زيادة الوعي الديني يرتقي بالإنسان إلى ان يكون صاحب أهداف عليا وسامية، تأنف التوافه وتفرق بشكل واضح بين الوسائل والغايات فالإنسان المتدين يصبح الطعام والشراب والجنس والمرتبة الاجتماعية بالنسبة له وسائل لا غايات. لذلك فمن الصعب على المتدين أن يقع في المخدرات لأنه أولا يطيع الله في أموره كلها والمخدرات معصية حتى شرب الكمية القليلة منها، وثانيا ان عصى الله بالمخدر فانه سرعان ما يستفيق لنفسه ويعود إلى ربه فلا ينغمس إلى ان يصاب الإدمان، وثالثا البيئة التي يعشها المتدين تشجع على العلاج وعلى الصحبة الصالحة والارتقاء بالنفس وتقوية إرادتها ويكون من حوله من الصحبة الطيبة يشجعونه على الخير لا على الشر ويزينون له الأمور التي يحبها الله سبحانه وتعالى ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) والصحبة الطيبة ترسخ المفاهيم الطيبة للأسرة، فطاعة الوالدين مثلا وبرهما أمر مطلوب شرعا وتشجعه وتحث عليه البيئات الطيبة واحترام التقاليد الحسنة في المجتمع مما حث عليه الشرع ما دامت تلك الأعراف ضمن ضوابط الشرع الحنيف وهذا مما يردع المراهق من الإقدام على سلوكيات تخالف ثوابت المجتمع المسلم.
رابعا: قلة التوعية لدى كثير من الأسر بمشكلة المخدرات ولا زلت أذكر ذلك الأب الذي احصر ابنه للعلاج فسألته عن ابنه: هل تعاطي ابنك المسكر؟ قال : نعم ، وسألته: هل تعاطي الحشيش فقال نعم ، قلت هل تعاطي الكبتاجون( المنشطات) قال نعم، قلت هل تعاطي الهيروين؟ قال : أعوذ بالله ... طبعا لا يا دكتور ... ابني ليس مدمنا....!! فهذا الأب المسكين يظن ان الادمان لا يكون الا على الهيروين ، ولا يدرى ان المخدرات الأخرى التي سألته عنها لا تقل خطورة أو آثارا مدمره عن الهيروين. ولا زلنا نرى كثيرا من الأهل والمراهقين من يجادل في أن الخمر أو المنشطات مثل الكبتاجون او الحشيش هل يسبب الإدمان.
الآثار الصحية والنفسية للمخدرات
الآثار كثيرة جدا وتحتاج الى ورقات كثيرة بل مجلدات لإيفائها حقها إلا إننا يمكن أن نلخص الآثار في آثار قريبة وآثار بعيدة.
أما الآثار القريبة فتنشأ من الآثار السمية للمخدرات على اختلاف أنواعها، فالتسمم بالكحول مثلا يمكن أن يؤدي الى اضطراب في الوعي والإدراك، والى صعوبة في الكلام والى عدم اتزان في المشي والى فقدان بعض الضوابط الأخلاقية فيتبجرأ الشخص على فعل أمور قد لا يجرؤ عليها وهو خال من آثار الكحول كالمغازلة وقلة الحياء وخلع الملابس أمام الناس، أو الكلام ببراءة أو العدوانية أو العنف. وقد وجد في بعض الدول أن حوالي 50% على الأقل من حوادث قتل الآخرين كانت تحت تأثير الخمر، والخمر أيضا يؤدي إلى ضعف التركيز وعدم القدرة على الاتزان ، ولذلك لا تستغرب اذا وجدنا انه في عدد من دول العالم يحدث حوالي 50% أيضا من حوادث السيارات تحت تأثير الخمر وهنالك ارتباط بين الاعتداءات الجنسية والمخالفات القانونية وبين استعمال المخدرات. وأما المخدرات الأخرى: فالحشيش قد يحدث خمولا وكسلا شديدا وقد يحدث ضعفا في التركيز وغيابا عن الوعي وعدم احساس صحيح، ولا زلت أذكر أن شابا ذكر لي أنه استخدم الحشيش مرة مع صاحب له وبعد ان أفاق من تأثير الحشيش أحس بأنه جلس مع صاحبه في ذلك المجلس أربع سنوات كاملة فقام على صاحبه يلومه لماذا تركه أربع سنوات كاملة في الغرقة ولم ينبهه وبالطبع كانت مهمة صاحبه عسيرة في اقناعه بأن هذا الشعور كان وهما، وأن ما قضاه في الغرفة كان حوالي نصف ساعة وليس أربع سنوات واأن ما حدث كان بسبب الحشيش....
ومن الآثار القريبة التي قد تحدث مع استعمال المخدرات ما يحصل من استعمال الحبوب المنشطة ( الكبتاجون) حيث يشعر المتعاطي بالشك بمن حوله وقد تأتيه أفكار أو قناعات خاطئة بأنه مهدد ممن حوله، وقد يصبح عدوانيا؛ وقد رأيت شبابا هددوا أهليهم بالقتل تحت تأثير المنشط لاعتقادهم بان أهلهم سوف يؤذونهم. ومن الآثار القريبة أيضا ما نسميه بالأعراض الانسحابية وهي الأعراض التي تحدث عند انسحاب المخدر من الجسم أو قلة تركيزه ، فالمنشطات تحدث بعد فترة مفعولا أعراض عكسية فيشعر المتعاطي بالخمول والكسل والاكتئاب والرغبة في النوم وعدم الرغبة في الذهاب إلى المدرسة أو العمل. وأما الأعراض الانسحابية في الكحول فهي خطيرة وقد تؤدي إلى الوفاة حيث تبدأ برعشة شديدة في الأطراف وقد يصاب صاحبها بتوهان وهذيان ونوبات صرع أو إغماء أو هيجان ومحاولة أذى لالنفس أو الآخرين. وقد يصاب أيضا بفقدان الذاكرة.
وأما الآثار البعيدة منها أثار نفسية مثل الاكتئاب أو الاضطرابات الذهنية التي تنتهي بصاحبها إلى الجنون وهنالك من الأمراض المختلفة مثل تلف الكبد عند الكحوليين أو الإصابة بالأمراض المختلفة مثبل أمراض القلب أو الكلى أو الأمراض العصبية أو الالتهابات مثل الدرن (السل الرئوي) وغيرها من الأمراض.
هذا غير الآثار المدمرة للأسرة والمجتمع .
هل هناك دلائل لمعرفة أن المراهق يتعاطى المخدرات أو الكحول؟
هناك دلائل تحذيرية ينبغي لولي الأمر او الأسرة ان تنتبه عندها لاحتمال مشكلة مخدرات ولا تعني بالضرورة أن من يقع فيها يكون مدمنا ومن أهمها:
  • الغياب الكثير من البيت والعودة متأخرا.
     
  • أن يكون أصدقاؤه من الناس غير المعروفين للأسرة وأن يحرص المراهق على إخفاء علاقته بهؤلاء الأصدقاء.
     
  • قلة المحافظة على الشعائر الدينية والتهرب من أداء الفرائض الدينية وخاصة الجماعية مثل الصلاة في المسجد.
     
  • ظهور روائح غريبة من المراهق مثل رائحة الكحول من فمه أو رائحة الباتكس (الغراء اللاصق) من فمه أو من ملابسه .... ألخ
     
  • التغير المفاجئ في سلوكيات المراهق فقد يبدو هادئا أحيانا وثائرا بدون سبب واضح أحيانا أخرى، والتقلب غير المفهوم في المزاج.
     
  • الانعزال عن أهل البيت عند وجوده فيه وقضاء ساعات طويلة في غرفته بدون سبب واضح.
     
  • التدهور في درجاته في المدرسة أو هروبه منها أو التغيب عنها بدون عذر واضح ومقنع للأسرة.
     
  • اختفاء بعض أغراض البيت (لأن المراهق قد يسرقها ليبيعها ويشتري بقيمتها مخدرات) وخاصة ذهب الوالدة أاو الأخوات .............
     
  • الطلب والإلحاح في الحصول على دفعات متكررة من المال وبدون أن تصرف في مصاريف واضحة والتهديد أحيانا بالأذي ان لم يحصل عليه.
     
  • الكذب المتكرر لتبرير غيابة أو للحصول على المال أو الاستدانة من الأقارب أو الجيران.
     
  • القلق المستمر والشكوك في تصرفات الآخرين أمامه والشعور بالاضطهاد من قبل أسرته ضده.
     
  • الحضور إلى البيت في حالة من الخمول الشديد أو الترنح أو عدم الاتزان.
     
  •  فقدان الشهية غير المبرر وتجنب مناقشة حالته الصحية مع أسرته.
     
  • العصبية الشديدة والعدوانية على أفراد أسرته والآخرين.
هذه هي أهم العلامات التي اذا وجد منها علامة وأكثر فيحتاج ولي الأمر أو الأسرة إلى الانتباه إلى احتمال (وليس تأكيد) وجود مشكلة تعاطي فهي علامات تحذيرية تستدعي انتباها شديدا من الأسرة.
السلوكيات التي تساهم في التعاطي؟
أولا :ـ
هناك انطباع عند كثير من الباحثين وأيدته كثير من الدراسات ( بما فيها الدراسات المحلية)، أن التدخين إحدى أهم البوابات للدخول في عالم المخدرات وأن الأكثرية الغالبة من المدخنين بدأت بتدخين السجائر تم انتهت بالمخدرات. وكلما كان التدخين مبكرا كلما كانت احتمالية الوقوع في التعاطي.
ثانيا :ـ
التقليد والمحاكاة للمجتمعات الغربية وما تفرزه من سلوكيات ومظاهر وتقاليد تجعل الشاب المراهق يقلد ما يراه في الفضائيات أو الوسائل المرئية أو المسجلة الأخرى فلو نظرنا إلى كثير من الأفلام الغربية لوجدنا البطل يدخن ويشرب الخمر ولا تؤثر فيه سلبا، فكيف سيقتنع المراهق بأن الخمر سيئة أو ان التدخين يضر بالصحة وهو يرى بطل الفيلم قوي العضلات ويدخن وبشراهة بدون مشكلة تذكر.
ثالثا :ـ
ضياع الهوية الثقافية والدينية لدى بعض المراهقين حيث أنهم لم يتلقوا في أسرهم المبادئ الدينية الصحيحة والثوابت الأخلاقية، فينشأ المراهق بدون خلفية دينية أو أخلاقيه ثابتة فهو تابع لمن يتعرض له من أصدقاء السوء، وقد لا يفهم الدين إلا مجرد شعائر تؤدى بشكل روتيني بدون أن تؤثر على حياته وسلوكياته الأخرى. فالفراغ الروحي الذي يعيشه المراهق قد يدفع به الى ملئه عن طريق المخدر إلى أن يسحبه الى عالم من اللاوعي والهروب من الواقع والبحث من اللذة العاجلة بدون النظر إلى العواقب.
(أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى                                فصادف قلبا خاليا فتمكنا)
فيعتاد المراهق على أن تكون سلوكياته تدور حول تحقيق لذاته الحاضرة والضرورية ويبتعد عن السلوكيات التي لها آثار آجله او التي قد لا تظهر آثارها الحسية الفورية مثل العبادات.
طرق الوقاية من المخدرات
  • العامل الديني: ان تربية المراهق تربية دينية صحيحة متكاملة بدون ضغط شديد عليه تساعد في بناء شخصية متوازنة تعرف الأولويات، وذات هدف واضح وهذا ما هو متوفر في ديننا الإسلامي الذي يتميز عن غيره بالتكامل والشمولية التي تفتقدها الأديان الأخرى قاطبة.
     
  • الالتفات الى الأسرة من قبل أولياء الأمور سواء من الآباء او الأمهات والانتباه الى مشكلة المراهقين وقضاء أوقات أكبر لفهم والاستماع الى مشكلاتهم.
      
  • الحرص على تأمين البيئة الصحية الصالحة الطيبة للمراهق فالمرء مع من أحب.
      
  • تربية المراهقين على الانتباه والتخطيط لمستقبلهم مبكرا
      
  • التثقيف الطبي الصحيح والخالي من الإثارة والتهويل حول المخدرات ومشكلاتها وأضرارها والتحذير منها وحكمها الشرعي وأرى أن يكون ذلك جزءا من المناهج التعليمية في المدارس وخاصة المتوسطة والثانوية.
وقد أجريت دراسة مبدئية استطلاعية عن المراهقين الذي راجعوا مستشفى الأمل بالرياض لسنة كاملة ووجد ان المستوى الثقافي للمراهقين الذين وقعوا في الإدمان أدنى من المتوقع من أعمارهم. وهذا يطابق ما عليه الدراسات في الدول الأخرى حيث وجد أن الوقوع في الإدمان يقلل من الإنتاج الدراسي للمدمن بل وان مستواه الثقافي يكون أقل من الشاب غير المدمن، وقد يعود ذلك للتدهور الذي يحدثه الإدمان في الأداء الأكاديمي خاصة اذا تذكرنا أن كثيرا من الأسر التي يقع أبناؤها في الإدمان لا تحضرهم للعلاج إلا بعد مضي وقت طويل على بداية المشكلة ـ للأسف .
وأما بالنسبة للمواد المستخدمة في الإدمان عند المراهقين فتبين أن المنشطات ( وأهمها مادة الكبتاجون) هي الأكثر استعمالا ، حيث أن حوالي 78% من المرضى يستخدموها ، ويأتي بعدها الحشيش وبعدها الكحول وأخيرا تشفيط المواد الطيارة .
وكان تدخين السجائر هو المادة الاولى التي يبدأ فيها المراهق الإدمان عند حوالي 87% وهناك قلة منهم بدأت بالكبتاجون.
طرق الحصول على المخدرات والكحول
بدأ استعمال المخدرات عن طريق الأصدقاء في معظم الحالات. ولو ضربنا مثالا للحشيش فان تعاطيه بدأ عن طريق الأصدقاء وزملاء المدرسة عند حوالي 80% من المرضى والنسبة متشابهه في تعاطي الكحول.
الطرق التي يحضر بها المراهقون للمجمع للعلاج
ان حوالي ثلثي المراهقين يحضرون برفقة أحد أفراد أسرهم أو أقاربهم وحوالي 15% يحضرون من أنفسهم والباقي بطرق أخرى.
وأخيرا فان على جميع الوسائل الإعلامية الانتباه لهذه المشكلة وإعادة النظر في ما يطرح فيها من وسائل تشجيعية غير مباشرة للإدمان مع التركيز على تثقيف الناس بما فيهم المراهقين وأسرهم بخطورة المخدرات وبوسائل متنوعة ومتعددة.

إرسال تعليق

 
2009-2017 © جميع الحقوق محفوظة مدونة ادريس بنعمر
Powered by - DB Development Driss Benomar